((أثر العقيدة في إدراك الحياة السعيدة))
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
تحية طيبة وبعد ,,
أبدأ رسالتي بخالص الشكر والحمد لله عز وجل ، والصلاة والسلام على سيد الخلائق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ، أما بعد ...
إن الله سبحانه يبلي عباده لكي يعظوا ويستفيدوا ، والله سبحانه إذا أحب عبدا ابتلاه ، ومن أنواع البلاء " المرض " فيجب يا أخي المريض أن تتحلى بالصبر وأن لا تيأس من رحمة الله عز وجل كما قال الرسول (ص) " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل ، فالصبر هو حبس النفس عن الجزع ، والصبر ضد الجزع ، والصبر عند العباد ثلاثة أقسام : من يتصبر بأن يتكلف الصبر ويقاسى الشدة فيه .. وتلك أدنى مراتب الصبر ، ومن يصبر على على تجرع المرارة من غير عبوس ومن غير إظهار للشكوى .. وهذا هو الصبر وهو المرتبة الوسطى ، ومن يألف الصبر والبلوى لأنه يرى أن ذلك بتقدير المولى عز وجل فلا يجد فيه مشقة بل راحة ، وقيل اصبروا فى الله .. ، وصابروا لله .، ورابطوا مع الله.. ، فالصبر فى الله بلاء ، والصبر لله عناء ، والصبر مع الله وفاء ، ومتى تكرر الصبر من العبد أصبح عادة له وصار متخلقا بأنوار الصبور .
قال تعالى في خطابه للرسول عليه الصلاة والسلام :{ فاصبرْ كما صبَر أُولوا العزمِ من الرسلِ }.
فمثال على الصبر صبر الرسول صلى الله عليه وسلم فمن آثارالصبر عند رسول الله صلى لله عليه وسلم ، أنّه يوم أحد ابتُلي بلاء شديدا فقد كُسرت رباعيته وشج رأسه الشريف حتى شق ذلك على أصحابه شقا شديدا فقال عليه الصلاة والسلام :" اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون" فانظر، أخي المسلم، ما في هذا القول من جماع الفضل ودرجات الإحسان وحسن الخلق وغاية الصبر والحلم إذ لم يقتصر على السكوت عنهم بل ودعا لهم، أي للمشركين، بالهداية فقال " اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون".
فيامن أصيب بفقد عزيز عليه، ويامن يضيق بدين عليه، ويامن قد ابتلي بمرض يقلقه او ولد يعقه او منافق يؤذيه، صبر جميل فإن النصر مع الصبر، وبالصبر يتوقع الفرج، والصبر ثوابه الجنة.